تحقيق مخطوطات الحديث وعلومه والتراجم

03-08.03.2014
الرباط، المملكة المغربية
الدورات التدريبية مركز المخطوطات
شارك:

نظم مركز دراسات المخطوطات الإسلامية، بمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، ودار الحديث الحسنية العامرة، التابعة لوزارة الأوقاف الإسلامية بالمملكة المغربية، بمقر الأخيرة بالرباط، دورةً تدريبيةً في تحقيق المخطوطات الإسلامية، تحت عنوان "تحقيق مخطوطات الحديث وعلومه والتراجم" لفائدة باحثي درجة شهادة (الدكتوراه)، وشهادة التخصص (الماستر) بالجامعات المغربية، والمهتمين من الوطن العربي بالمخطوط. واستمرت الدورة ستة أيام، من 2 ـ7جمادى الأولى 1435هـ، الموافق 3 ـ8مارس 2014م، بمعدل أربع محاضرات يوميا، اثنتان صباحا، ومثلها مساء، فكان مجموع المحاضرات التي ألقيت من قبل أساتذة متخصصين في هذا المجال، تسع عشرة محاضرة، تخللتها ثمان ورشات تدريبية على مخطوطات كتب الحديث والتراجم والطبقات والفهارس والأثبات.

تقدم لهذه الدورة أكثر من 1300 مرشح، ولم يتم قبول إلا 82 مشاركا ومشاركة.

2295-05.jpg
الأستاذ الدكتور قاسم السامرائي كان المحاضر الرئيسي خلال أعمال الدورة


تم افتتاح الدورة في اليوم الأول بآيات بينات من الذكر الحكيم، فكلمة ترحيب من مؤسسة دار الحديث الحسنية، ألقاها الدكتور أحمد الخمليشي، مدير دار الحديث الحسنية، ثم كلمة مؤسسة الفرقان، ألقاها مدير مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الأستاذ صالح شهسواري، فكلمة أعضاء هيئة الأساتذة المحاضرين في الدورة، ألقاها الدكتور قاسم السامرائي.
بعد الحفل الذي أقيم على شرف الضيوف والمشاركين، كان للباحثين لقاء مع فضيلة الدكتور محمد بنشريفة في محاضرة بعنوان "القاضي عيَاض، مؤسس قواعد تحقيق كتب الحديث والتراجم في المغرب"، تناول فيها حياة القاضي عياض وإسهامه في الثقافة عامة، وفي إرساء قواعد التحقيق في الغرب الإسلامي.

ثم محاضرة الدكتور أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الحسنية، تحت عنوان "التحقيق: صعوباته ومشكلاته"، أبرز فيها ما يعترض المحقق من صعاب وعقبات، وعويص المشكلات أثناء قيامه بعملية التحقيق.

وبعدها محاضرة الدكتور الشاهد البوشيخي، تحت عنوان "أهمية التحقيق في التراث العربي الإسلامي"، حلق فيها عاليا، جاعلا التراث هو جسد الأمة وصمام أمانها، وهو قاعدتها التي تجدد منها بناء صرح مجدها التليد.

وفي اليوم الثاني، كان محور الجلسات: كتب التراجم والمشيخات، حيث تناول الدكتور قاسم السامرائي، خبير علم الاكتناه، في مداخلته "التحقيق النقدي لمخطوطات المشيخات ومشكلاته؛ مشيخة ابن العاقُولي أنموذجاً"، تطور علم المشيخات، ثم مناهجها وطرقها، مفصلا القول في مشيخة ابن العاقولي، فواقع كتب المشيخات، وما فيها من أخطاء جسيمة، نتيجة قصور بعض المحققين في جوانب من الثقافة الإسلامية، خاصة علم الرجال.

ثم تناول الدكتور سعيد بلعزي في مداخلته "تحقيق كتب التراجم: بين الواقع والمنهج الأمثل"، ما يجبُ توافره في المتصدي لكتب التراجم حتى تخرج في حُلَّة قشيبة، تتوافق مع مكانة هذه الأمة التي ينتسب إليها هذا التراث، ضبطا وإتقانا.

ثم تلتها محاضرة الدكتور بدر العمراني بعنوان "معالجة التصحيف والتحريف في تحقيق كتب التراجم: قواعد ونماذج"، فألقت الضوء على إسهام المحدثين في التصدي لهذه الظاهرة ـ التصحيف والتحريف، حيث وضعوا قواعد وأسسا يدفعون بها غائلتهما، ثم عرَضَ لنماذج مما طبع من هذا التراث، خالف محققوها اتباع تلك القواعد، فجانبها الصواب فيما حققوا.

ثم تلتها محاضرة الأستاذ الدكتور قاسم السامرائي بعنوان "تحقيق كتب التراجم: ابن رأس غنمة: المؤرخ الأندلسي المجهول، أنموذجاً"، فتناولت نصا تاريخيا كان صاحبه في عداد المجاهيل، فكشف عنه الدكتور بطرق الباحث المتمرس بالمخطوط.

2295-08.JPG
جانب من التدريب العملي على تحقيق المخطوطاتوخصص اليوم الثالث والسادس للورشات، حيث تم تقسيم الطلبة إلى أربعة أفواج، يشرف على كل فوج.

أحد المؤطرين من الخزانة الحسنية، وكان المقصد منها تطبيقَ الباحثين ما أخذوه في الدورة نظريا على المخطوطات، حيث كان من برنامج الدورة الجمع بين النظري والتطبيقي، فكانت الورشات على الشكل الآتي: نماذج من نسخ خطية لكتب التراجم والطبقات والفهارس والأثبات، منهج القراءة والتحرير، نماذج تطبيقية من مخطوطات الحديث بمؤسسة دار الحديث الحسنية: التوثيق والتعليق، نماذج من نسخ خطية لكتب التراجم والطبقات والفهارس والأثبات: منهج الترجمة.أما الدكتور محمد ناصيري، فقد أعد محاضرته بعنوان "خصوصية المخطوط الحديثي، ونماذج من آفات تحقيقه"، فعرض فيها إلى الخصوصية التي تتفرد بها مصنفات الحديث الشريف، والآفات التي وقع فيها من لم يراع هذه الخصوصية.

2295-12.jpg
صورة جماعية للمشاركين في أعمال الدورة التدريبية

وكان محور اليوم الرابع الاعتناء بإقامة النص الحديثي، حيث افتُتح بمحاضرة الدكتور مصطفى الزكاف بعنوان "اختلاف الروايات في المخطوط الحديثي: أسبابه وأسس التعامل معه"، حيث ركز في مداخلته على اختلاف روايات الكتاب التي رواه بها من نقله عن المؤلف، وحث على التَّنبه لهذا الأمر، والتيقظ له، حتى لا تختلط الروايات.

تلتها محاضرة الدكتور عزيز الخطيب بعنوان "إقامة النص عند المحدثين: المعارضة أنموذجاً"، فركز فيها عن هذه الخصيصة التي امتاز بها تراثنا الإسلامي، وهو المعارضة والمقابلة، مما جعله يتبوأ مكانة مرموقة.

ثم انبرى الدكتور بوشتى الزفزوفي إلى عرضٍ بِعنوان "التراث الحديثي بين أخطاء النساخ وأوهام المحققين؛ نماذج من أخطاء النساخ"، ونبه إلى التنبه إليها، كما عرض لنماذج من أخطاء بعض المحققين، وما ارتكبوه في تحقيقاتهم من أخطاء جسيمة.

ليتناول محور يوم الجمعة: وعاء النص المخطوط وتقاليده وخوارجه على النحو الآتي:

أما الدكتور إبراهيم أزوغ، فكانت محاضرته بعنوان "أنواع الرموز في الكتاب العربي المخطوط".

تلتها محاضرة الدكتور حسن العثمان عن "خوارج النص: ظلال وارفة، وقطوف دانية: أنواعها، تقسيمها، وما وراءها من فرائد". أعدها وألقاها نيابة عنه الدكتور سعيد بلعزي.

توجت أشغال هذه الدورة يوم السبت بالورشات التدريبية، ثم حوار مفتوح مع الأساتذة المحاضرين، واختتمت أعمالها بتوزيع الشهادات على الباحثين المشاركين والمنظمين، بعد كلمات لممثلي المؤسستين والأساتذة والطلبة الذين طالبوا المؤسسة بإلحاح أن تلبي نداءهم بتكثيف مثل هذه الدورات، لكثرة الطلب عليها، لأنها دورات نادرة وقد أتت ثمارها المرجوّة، وحقّقت أهدافها المطلوبة، وقد نُظِّمت بدقّة متناهية وانضباط كبير، ولكن بترجيح كفة الجانب التطبيقي على النظري. ومن الملاحظات العابرة لهذه الدورة هو التعطش الكبير الى المعرفة، والتفاعل التام مع المحاضرات، وحرص الباحثين الجم على الاشتراك في المداخلات، والأسئلة الكثيرة والانتقادات التي دلت على تفاعلهم العميق مع المحاضرات والورشات.

2295-10.jpg
وزعت شهادات تقديرية للمشاركين في الدورة التدريبية

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Back to Top