سيدات العلوم والطب والإدارة في حضارة المسلمين

27.02.2019
لندن، المملكة المتحدة
أنشطة أخرى محاضرات
شارك:

محاضرة بعنوان "سيدات العلوم والطب والإدارة في حضارة المسلمين"، من إلقاء الأستاذ الدكتور سليم الحسني

ضمن سلسلة محاضراتها الموسمية، نظمت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي محاضرة عامة يوم الأربعاء 27 فبراير 2019م، عنوانها "سيدات العلوم والطب والإدارة في حضارة المسلمين"، وذلك بقاعة المحاضرات بمقر مؤسسة الفرقان بـلندن؛ وقد القى المحاضرة الأستاذ الدكتور سليم الحسني، الأستاذ الفخري للهندسة الميكانيكية - مع درجة الأستاذية الفخرية في العلوم الإنسانية - بـجامعة مانشستر.

افتتح الأمسية السيد صالح شهسواري، المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، حيث رحّب بالسادة الضيوف، ثم دعا السيد شرف يماني، عضو مجلس إدارة الفرقان، لإلقاء كلمته الإفتتاحية.

بدأ السيد شرف يماني بنقل تحيات الشيخ أحمد زكي يماني، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفرقان، للسادة الحضور؛ ثم قام بالتأكيد على أن الدور الذي لعبته المرأة في تاريخ الحضارة الإسلامية أمر يستدعي الفخر؛ وقد ساهمت مؤسسة الفرقان في بحث الموضوع ودفع آفاق المعرفة في هذا المجال المدهش، والحساس في بعض الأحيان. وقد ظهر هذا جلياً في عدد من إصدارات المؤسسة، من ضمنها كتاب الشيخ أحمد زكي يماني بعنوان "دار السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في مكة المكرمة: دراسة تاريخية للدار وموقعها وعمارتها"؛ بالإضافة إلى كتاب آخر للشيخ أحمد زكي يماني، عنوانه "الإسلام والمرأة"، وفيه بيان مختصر ومفصّل للمكانة الإجتماعية التي منحتها الشريعة الإسلامية للمرأة. ومنذ أسابيع معدودة ، أصدرت مؤسسة الفرقان كتاب "إجازات علماء وعالمات الحرمين الشريفين لعلماء الأمصار عبر التاريخ"، وهو يحتوي أسماء حوالي ألف عالمة. وقد قال السيد شرف يماني: "إذا كان هناك من الرجال في تاريخ الحضارة الإسلامية من يثير إعجابك وحماسك، فيمكنك أن تفترض وتعلم أن من الراجح أن كل واحد من هؤلاء قد أثرت فيه إمرأة ما"، على حد قوله.

بعد انتهاء كلمة السيد شرف يماني، قام السيد صالح شهسواري بالتعريف بالضيف المحاضر وتقديم موضوع الأمسية، قائلا: مما لاشك فيه، فإن هناك تنامي مزعج وطيف واسع من التصورات الخاطئة حول المرأة في المجتمع، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإسلام. ولذلك، فإن أي معالجة للموضوع ستكون شائكة ومثيرة، بالرغم من عدم إستيفاء هذا الموضوع ما يستحقه من البحث. وقد أشار السيد شهسواري بأن المحاضرة تهدف الى "تسليط الضوء على ثراء التراث والمجتمع الإسلامي، والتأكيد على تنوعه"؛ فقد ساهم العديد من النساء والرجال - من شتى ضروب الحياة - في بناء الحضارة الإسلامية؛ والمرجو من هذه المحاضرة أن "تظهر بعض العالمات، والطبيبات والقائدات البارزات". وعليه، فمن مقاصد هذه المحاضرة تجريد التصورات الخاطئة، وتقديم قدوات لمن يطمحن من النساء أن يشتغلن بهذه المجالات. ومن ثم قدّم السيد شهسواري الضيف المحاضر، الأستاذ الدكتور سليم الحسني.

بدأ الدكتور سليم الحسني بلفت النظر إلى التباين في الموقف ووجهات النظر حيال المرأة ما قبل الإسلام وبعده. فالعديد من فلاسفة اليونان البارزين، منهم أفلاطون وأرسطو، وهما من رواد الحضارة الغربية، قد جرّدوا المرأة من إنسانيتها، واعتبروها كائن متدني المستوى. وقد جزم الدكتور سليم الحسني بأن الإسلام قدم وجهة نظر مغايرة؛ فبينما اهتمت عدة دراسات بمساهمة النساء المسلمات في شتى حقول العلم، من أبرزها مجال رواية الحديث النبوي، وهو علم ديني بامتياز، إلا أن القليل من المصادر قد اهتمت بإبراز دور المرأة في تطوير العلوم، والتقنية، والطب، وازدهارها. 

ثم قام الدكتور سليم الحسني بإيراد السبب الذي دعاه إلى النظر في هذا المجال بالذات؛ فقد أشار عليه مشرفّه بالجامعة، الأستاذ الدكتور دونالد كاردويل (ت. 1998م)، والأستاذ الدكتور ويليام جونسون (ت. 2010م)، بالبحث في الفجوة الممتدة لقرون، والتي تفصل بين علوم اليونان وحقبة التنوير. وخلال العمل في هذا المشروع، وقع الدكتور سليم الحسني على نحو 600 من الأعلام، عاشوا في الفترة من 600 الى 1600 ميلادية، وهم مؤهلون "جميعأً بأن يكونوا اليوم من أعضاء الجمعية الملكية". ومن هذه الأسماء الـ600، لاحظ الأستاذ الدكتور سليم الحسني بأن عدد منها لنساء؛ وحتى وإن كانت أسماء رجال، فقد ارتبطت بشكل وثيق بإمرأة ما. وأفضل مثال على ذلك، ما نجده على مخطوطة من القرن الحادي عشر، تعود إلى البيروني، العالم النابغة والفيلسوف، حيث كتب "الحمد لله. لولا ريحانة، لما أتممت تصنيفي هذا".

ومع تأكيده على أن البحث في مجال المرأة والعلوم لم يحرز إلا تقدماَ ضئيلاً، وبيان حجم المهمة من حيث كشف اللثام وفك شفرة الإحتمالات التي تحتاج إلى البحث في الملايين من المخطوطات، فقد قام الدكتور سليم الحسني بالطواف بالحضور بين أسماء وتخصصات - وأحياناً أسماء تصنيفات - من تأليف نساء مسلمات. ومن هؤلاء: ستيتة المحاملي من بغداد، ولبونة من قرطبة، وكلاهما اشتهرن بقدراتهن في مجال الرياضيات؛ كذلك مريم العجلية وفاطمة المجريطية، اللائي قيل أنهن صنعن أصطرلابات؛ وكذلك الأخوات، فاطمة ومريم الفهري، اللائي قمن بمشاريع خيرية ضخمة ربطت الديني بالتعليمي؛ ورفيدة الأسلمية، التي عملت في مجال الطب؛ وغيرهن، من أمثال ست الملك، وشجرة الدر، والسلطانة راضية، اللائي إشتغلن بالسياسة والقيادة.

في ختام المحاضرة، قام الدكتور سليم الحسني ببيان نقطتين أساسيتين؛ أولاهما، أن البحث عن هذه الأسماء مهمة شاقة ومضنية؛ فعلىحد تعبيره، هي أشبه بـ"البحث عن إبرة في كومة قش"؛ وهذا يعود إلى العدد الضخم من المخطوطات التي لم تحظى بالدراسة والتحقيق بعد (فوفق بعض التقديرات، فإن أقل من 1% من المخطوطات الإسلامية المعروفة قد تم تحقيقها). وعليه فقد قدم الدكتور سليم الحسني نظرية مفادها أن هناك نسبة معتبرة من المخطوطات التي تم شطب إسم المؤلف منها؛ فمن وجهة نظر الدكتور سليم الحسني، من الممكن أن يكون هؤلاء المؤلفون من النساء، وأن عملية الإزالة هذه أو التلاعب بالمخطوطة يعود إلى زحف التأثير السلبي للحضارة اليونانية وغيرها على العقل المسلم. ثانياً، إذا كان من المناسب والمعقول للنساء المسلمات أن يطرقن أقصى العمق في العلم – أي دراسة وحفظ القرآن الكريم وكتابة ونقل الحديث النبوي – فيبدو من المنطقي أن نتوقع أن يعملن في حقول العلم الدنيوية، مثل الكيمياء والفلك وما شابه. ولكن: "أين هن؟" فالأمر يكمن في معرفة نوع الأسئلة التي ينبغي أن توجه، وكذلك أين نبحث.

وقد ختم بتذكير الحضور بأنه لايوجد ضمان بأن فرضياته هذه ستثبت، ولكن الحالة البدائية للبحث العلمي في هذا المجال يستدعي الرعاية والدعم؛ وأنه حاول من خلال محاضرته هذه استعراض بعض اللمحات الباعثة للأمل فقط.

تعريف مختصر بالأستاذ الدكتور سليم الحسني:

سليم ت. س. الحسني هو رئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة (بالمملكة المتحدة)، وأستاذ فخري للهندسة الميكانيكية - مع درجة الأستاذية الفخرية من كلية العلوم الإنسانية - في جامعة مانشستر. تم منحه زمالة جمعية العلوم البريطانية لعمله في التعريف بالعلوم في الثقافة الإسلامية. كما قام بإنشاء البوابة الرقمية (www.MuslimHeritage.com) على الإنترنت؛ وكذلك قام بتحرير كتاب "1001 اختراع: التراث الإسلامي في عالمنا"، من إصدار ناشيونال جيوغرافك(National Geographic)، وقد كتب مقدمته سمو الأميرتشارلس. والدكتور سليم الحسني حاصل على العديد من الجوائز الدولية، ومصنّف بشكل دوري من بين الـ500 شخصية مسلمة الأكثر تأثيراً في فئة العلوم والتقنية في المملكة المتحدة.

ضمن سلسلة محاضراتها الموسمية، نظمت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي محاضرة عامة يوم الأربعاء 27 فبراير 2019م، عنوانها "سيدات العلوم والطب والإدارة في حضارة المسلمين"، وذلك بقاعة المحاضرات بمقر مؤسسة الفرقان بـلندن؛ وقد القى المحاضرة الأستاذ الدكتور سليم الحسني، الأستاذ الفخري للهندسة الميكانيكية - مع درجة الأستاذية الفخرية في العلوم الإنسانية - بـجامعة مانشستر. افتتح الأمسية السيد صالح شهسواري، المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، حيث رحّب بالسادة الضيوف، ثم دعا السيد شرف يماني، عضو مجلس إدارة الفرقان، لإلقاء كلمته الإفتتاحية. بدأ السيد شرف يماني بنقل تحيات الشيخ أحمد زكي يماني، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفرقان، للسادة الحضور؛ ثم قام بالتأكيد على أن الدور الذي لعبته المرأة في تاريخ الحضارة الإسلامية أمر يستدعي الفخر؛ وقد ساهمت مؤسسة الفرقان في بحث الموضوع ودفع آفاق المعرفة في هذا المجال المدهش، والحساس في بعض الأحيان. وقد ظهر هذا جلياً في عدد من إصدارات المؤسسة، من ضمنها كتاب الشيخ أحمد زكي يماني بعنوان "دار السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في مكة المكرمة: دراسة تاريخية للدار وموقعها وعمارتها"؛ بالإضافة إلى كتاب آخر للشيخ أحمد زكي يماني، عنوانه "الإسلام والمرأة"، وفيه بيان مختصر ومفصّل للمكانة الإجتماعية التي منحتها الشريعة الإسلامية للمرأة. ومنذ أسابيع معدودة ، أصدرت مؤسسة الفرقان كتاب "إجازات علماء وعالمات الحرمين الشريفين لعلماء الأمصار عبر التاريخ"، وهو يحتوي أسماء حوالي ألف عالمة. وقد قال السيد شرف يماني: "إذا كان هناك من الرجال في تاريخ الحضارة الإسلامية من يثير إعجابك وحماسك، فيمكنك أن تفترض وتعلم أن من الراجح أن كل واحد من هؤلاء قد أثرت فيه إمرأة ما"، على حد قوله. بعد انتهاء كلمة السيد شرف يماني، قام السيد صالح شهسواري بالتعريف بالضيف المحاضر وتقديم موضوع الأمسية، قائلا: مما لاشك فيه، فإن هناك تنامي مزعج وطيف واسع من التصورات الخاطئة حول المرأة في المجتمع، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإسلام. ولذلك، فإن أي معالجة للموضوع ستكون شائكة ومثيرة، بالرغم من عدم إستيفاء هذا الموضوع ما يستحقه من البحث. وقد أشار السيد شهسواري بأن المحاضرة تهدف الى "تسليط الضوء على ثراء التراث والمجتمع الإسلامي، والتأكيد على تنوعه"؛ فقد ساهم العديد من النساء والرجال - من شتى ضروب الحياة - في بناء الحضارة الإسلامية؛ والمرجو من هذه المحاضرة أن "تظهر بعض العالمات، والطبيبات والقائدات البارزات". وعليه، فمن مقاصد هذه المحاضرة تجريد التصورات الخاطئة، وتقديم قدوات لمن يطمحن من النساء أن يشتغلن بهذه المجالات. ومن ثم قدّم السيد شهسواري الضيف المحاضر، الأستاذ الدكتور سليم الحسني.

أعمال المحاضرة على قناة اليوتوب

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Back to Top