مقاصد الخير وفقه المصلحة

10.11.2012
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
محاضرات مركز المقاصد
شارك:

كلمة ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، ألقى الأستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غانم يوم السبت 25 من ذي الحجة 1433هـ الموافق 10 نوفمبر 2012م بمركز اكسبو الشارقة، محاضرة حول كتابه الجديد "مقاصد الخير وفقه المصلحة"، الذي أصدره مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية التابع لمؤسسة الفرقان. والدكتور إبراهيم هو عضو مجلس خبراء مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية، وأستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة زايد، وله عديد من المؤلفات والدراسات في مجال المقاصد وصلتها بالعلوم الاجتماعية والإنسانية، كما أن له رؤى نقدية متعمقة في مجالات العمل الخيري ومقاصده. وأدار هذه الجلسة الدكتور عز الدين بن زغيبة، رئيس قسم الدراسات والنشر والشؤون الخارجية ومدير تحرير مجلة آفاق الثقافة والتراث بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، والذي قدم في مستهل هذا اللقاء نبذة عن موضوع المحاضرة والحياة العلمية للمحاضر.

2165-01.jpg
أوضح الأستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غانم أن الخير القرآني هو وسيلة من وسائل المقاصد لإدراك المصالح

وقد ركز الأستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غانم في محاضرته على مفهوم "الخير" وفق معانيه القرآنية، وأوضح أن الخير القرآني هو وسيلة من وسائل المقاصد لإدراك المصالح، وأن تحقيق المصلحة لا يبلغ أعلى مراحله الإنسانية إلا في "مجتمع الخير العام". وليس سوى "السلام العام" قرينة على بلوغ مجتمع الخير العام حسب فهمنا للمفهوم القرآني. ويتنزل "الخير العام" بهذا المعنى في صميم الرسالة التي تحملها الأمة الإسلامية للعالم؛ فباعتبارها "خير أمة أخرجت للناس" يجب عليها أن تفعل الخير وتدعو إليه حتى تستريح البشرية كلها في ظلال "الخير" بمعاييره القرآنية العادلة والشاملة، لا بمعاييره الوضعية البشرية، المتحيزة والقاصرة.

وأشار الدكتور إبراهيم إلى أن معايير الخير في القرآن الكريم واضحة لا لبس فيها، وأنها تتمثل في صفتين مركزيتين هما: الشمول، والأفضلية. فالخير الذي ورد لفظه مائة وثمانية وثمانين مرة في آيات الذكر الحكيم (منها ثمان مرات في صيغة أخيار وخيرات وخيرة) جاء في سياقات متنوعة بقدر تنوع سياقات الحياة المدنية الدنيوية، والدينية الأخروية. وباستقراء تلك السياقات عرفنا أن معنى "الخير" في القرآن له صفة الشمول.

ثم قدم خلاصة مركزة لمحتويات الكتاب من خلال مباحثه الثلاثة، وهي:

1.مسألة "مجتمع الخير العام" بحسب التصور القرآني "للخير". وخلص إلى أننا لا زلنا بأشد الحاجة إلى استنباط نظرية شاملة في "الخير" من داخل الآيات القرآنية. كما أننا بحاجة إلى التعرف على معالم مجتمع "الخير العام" وفق مقاصد القرآن من الخير.

2.مسألة "سد الذرائع وفتحها". وهي من المسائل الأصولية ذات الرسوخ العريق والتأثير العميق في طرائق التفكير وأساليب التدبير التي تتصل في جانب منها بتقدير "المصلحة" ومآلاتها المستقبلية؛ على المستويات الفردية والجماعية.

3.مسألة "فرض الكفاية". وأوضح المحاضر أن هذه مسألة أصولية أخرى ذات صلة وثيقة بمبحث "الخير العام" وفق معايير المرجعية الإسلامية. وقد غدت الحاجة ملحة لتبيان أبعادها، ولفت الأنظار إلى متعلقاتها ذات الصلة بالمسئولية الاجتماعية، وكيف يتعين أن تفضي في نهاية المطاف إلى تحقيق "الخير العام" بمفهومه القرآني/الإنساني، أو الإنساني/القرآني.

ثّم دار نقاش مستفيض بعد المحاضرة التي حضرها لفيف من الأساتذة والباحثين.

نظراً لأهمية الموضوع، فقد قام مركز دراسات المقاصد ضمن مؤسسة الفرقان بطباعة المحاضرة الآنفة الذكر في كتاب يحمل نفس عنوان المحاضرة، طبع ضمن سلسلة محاضرات المركز. كما قامت المؤسسة في إطار فعاليات المعرض بتنظيم حفل توقيع للكتاب من قبل المؤلف، وذلك يوم السبت 25 من ذي الحجة 1433هـ الموافق 10 نوفمبر 2012م، بمركز اكسبو الشارقة، بحضور العديد من المهتمين.


Back to Top