مخطوطات تمبوكتو والكتابة الإسلامية في أفريقيا الغربية: من عراقة الموضوعات إلى موضوع عراقتها

06.03.2013
لندن، المملكة المتحدة
المحاضرات مركز المخطوطات
شارك:

نظمت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي يوم 6 مارس 2013 محاضرة عامة بعنوان "مخطوطات تمبكتو والكتابة الإسلامية في أفريقيا الغربية: من موضوع عراقتها إلى عراقة الموضوعات" ألقاها الأستاذ الدكتور تشارلز ستيوارت، الأستاذ الفخري للتاريخ في جامعة إلينوي في أربانة – تشامبين، والأستاذ الزائر في معهد دراسات الفكر الإسلامي في أفريقيا، التابع لجامعة نورث ويسترن.

وبعد مراسم الاستقبال والكلمات الافتتاحية، قدم السيد شرف يماني، عضو مجلس إدارة الفرقان، كلمة موجزة عن المخطوطات الإفريقية وما قامت به مؤسسة الفرقان من عمل في هذا المجال. وألقى الضوء على واقعة أن الفرقان قد نشرت حتى الآن 16 فهرساً في 33 مجلداً تتضمن حوالي 30215 مخطوطة في أفريقيا. كما نظمت المؤسسة ثلاث دورات تدريبية على الفهرسة، وثلاث دورات تدريبية على التحقيق، موجهة إلى العلماء الشباب، وخريجي الجامعات، والمختصين في المكتبات، القادمين من مختلف البلدان الأفريقية ممن لم يتلقوا تدريباً نوعياً في ميدان معالجة المخطوطات وتحقيقها.

1365-02.jpg
الأستاذ شرف يماني ألقى الضوء على أن الفرقان نشرت 16 فهرسا في 33 مجلد من قارة إفريقيا

وحظيت محاضرة الأستاذ الدكتور تشارلز ستيوارت حول "مخطوطات تمبكتو والكتابة الإسلامية في أفريقيا الغربية: من موضوع عراقتها إلى عراقة الموضوعات، بترحيب فائق من الحاضرين، حيث قدم نظرة شاملة عن الموروث الطويل من التعلم والكتابة الإسلاميين في أفريقيا الغربية والذي يصنف ضمن الاسم الأسطوري للمدينة المالية الشمالية، تمكبتو، (وكان هذا الموروث يضيع أحياناً في هذا الاسم)، كما تحدث عن المستودعات الأكبر التي تحوي مخطوطات هذا الموروث الأدبي في موريتانيا، والمجموعات التي لا تقل عنها أهمية في النيجر، ونيجيريا. إن مجموعات المخطوطات الكثيرة هذه، والتي فصل بعضها عن بعض بالحدود القومية العديدة -كما يرى المحاضر- تمثل تراثاً علمياً إسلامياً واحداً (أي أنه مرتبط جزئياً بمدينة تمبكتو).

فحص الدكتور تشارلز ستيوارت المنتج المشترك الموجود في مجموعات المخطوطات في أفريقيا كلها، واستنتج أنه كان هناك منهاج جوهري أساسي، وعلم إسلامي متجانس في طول الإقليم وعرضه، مبني على مجموعة عامة من المراجع الكلاسيكية التي كانت تستخدم خلال الثلاث مئة عام المنصرمة. وقد ظهرت المعالم الرئيسة لهيكل علمي غرب أفريقي مستقل في القرن التاسع عشر. إذ كان ما يجري تعليمه هناك وما يجري من تعليق عليه وشرح له، يختلف قليلاً عن التعليم الذي عاصره في فاس والقاهرة. كما بيّن أن مخطوطات تمبكتو "بما لها من قيمة وبوصفها نتاج علم ما قبل القرن التاسع عشر، هي بأهمية المعلومات المحيطية التي تتضمنها أو بأهمية المعلومات التي رافقتها، والتي أكملت النصوص العلمية ولازمتها، والتي تحيطنا علماً باهتمامات كاتبيها الخاصة وبتعليلاتهم الشرعية، ومؤلفاتهم الأدبية.

1365-33.jpg
أ.د. تشارلز ستيوارت عرض رأياً حصيفاً في الموروث الطويل من التعلم والكتابة الإسلاميين في أفريقيا الغربية

وبين الأستاذ الدكتور ستيوارت، في ختام محاضرته، بعض الأدوات، وكيف يمكن أن تعطي جهودنا لحفظ ما وصلنا من ذلك الموروث الأدبي أفضل ثمارٍ وتتلخص هذه الأدوات والسبل، في ما يلي:

أولاً: ينبغي جرد ما تبقى من المكتبات الصغيرة والخاصة الكثيرة، والمبعثرة في الساحل، وحفظها.

ثانياً: لابد من تحويل المجموعات الموجودة إلى نصوص رقمية لحفظها من المخاطر غير المنظورة، كما أنه لابد من جعل هذه النصوص مفتوحة والوصول إليها سهلاً لمستخدمي الانترنت.

ثالثاً: ومما لا شك فيه أن إنجاز فهرس موحد للمخطوطات المرتبطة بالنسخ الرقمية يعد خطوة هامة.

رابعاً، وأخيراً: من الضروري ربط ثقافة المخطوطات الإفريقية الغربية هذه بقواعد بينات المخطوطات الأخرى في أفريقيا الشمالية والشرقية الوسطى.

وبهذا، فقط، يمكن تمييز ما هو فريد مما هو عادي، ويمكن تقريظ ما هو أصلي بسبب العبقرية التي يمثلها.

هذه هي القاعدة، كما يرى الأستاذ الدكتور ستيوارت، للانتقال من عراقة هذه المخطوطات ومن تبجيلها إلى فهم أسباب هذه العراقة أو موضوعها.

1365-34.jpg
جانب من الحضور

•تشارلز ستيوارت هو أستاذ فخري لمادة التاريخ في جامعة إلينوي في أربانة –تشامبين، وأستاذ زائر في معهد دراسات الفكر الإسلامي في أفريقيا، التابع لجامعة نورث ويسترن. يعد الأستاذ الدكتور ستيوارت غزير الانتاج في الفكر الإسلامي الذي كان سائداً في أفريقيا الغربية أثناء القرن الثامن عشر لغاية القرن العشرين. وهو مؤلف كتاب "الإسلام والنظام الاجتماعي في موريتانيا: دراسة حالة من القرن التاسع عشر"، وهو مؤسس نظام إدارة المخطوطات العربية، وقاعدة معلومات ثنائية اللغة لأكثر من 20000 مخطوطة عربية من أفريقيا الغربية.

صوت وصورة:

Back to Top