الملخص
كتاب التراث العلميّ العثمانيّ مرجعٌ تاريخيّ، ومصدرٌ لا غنى عنه، وإضافةٌ نوعيةٌ كبرى؛ ولعلّنا لا نبالغ إذا قلنا إنّه درّة من دُرر منشورات مؤسّسة الفرقان للتراث الإسلامي، إذ يُغطّي فترةً مهمّةً من تاريخ التراث الإسلامي، أهملها جلُّ المؤرّخين في تاريخ العلوم.
ويضمّ الكتاب في طياته زُبدة التراث العلميّ العثماني، من خلال الكشف عن الإنجازات العلمية والحضارية التي تمّت في رحاب الدولة العثمانية طوال تاريخها الممتدّ لستّة قرونٍ، وإسهامها في الجهد التراكمي للتراث البشري.
يتكوّن الكتاب من مجلدين. يحتوي المجلد الأوّل على تحليلٍ ودراسةٍ مستفيضةٍ حول التراث العلمي العثماني: التاريخ، المفهوم والنشأة، والانتشار، إضافة إلى حركة الترجمة، وتعليم العلوم العقلية؛ كما يتناول مرحلة الحداثة والعصرنة، وبداية ظهور المؤسّسات العلمية الجديدة، نتيجة الاتصال بأوربا خصوصًا، وبالغرب عمومًا. أمّا المجلّد الثاني، الذي يتكوّن من جزئين، فيعرض بالتفصيل المصنّفات العلمية الكاملة لـ 370 عالمًا من كبار العلماء، تمّ انتقاؤهم على امتداد الجغرافيا العثمانية، كما يعرض 92 عملًا مهمًّا من بين 7145 عمَلاً غير معروف المُؤلّف.
ونظرًا للأهميّة البالغة لهذا المرجع الكبير، ارتأت مؤسّسة الفرقان للتراث الإسلامي أن تنهض بترجمته من اللغة التركية إلى اللغة الإنجليزية، لتعمّ فوائده، وتُجتنى عوائده، بالإضافة إلى أنّ الحاجة إليه أصبحت ضرورية وماسّة. و علاوة على أنّ الكتاب سيسدّ فراغًا كبيرًا في المجال الببليوغرافي، إلا أنّه - بالإضافة إلى ذلك - كتابٌ جامعٌ لجُملة من العلوم والمعارف والفنون، كالرياضيات، والفلك والفيزياء والكيمياء، وفنون الحرب والأسلحة، والطِّب والصيدلة والبيطرة، والجغرافيا ورسم الخرائط والجيولوجيا، وعلوم الزراعة، وهندسة الغابات، والعمارة، والموسيقى، التي تمّ تأليفها باللّغات العربية أو التركية أو الفارسية، أو بعض اللغات الأوربية، في القرن الثامن عشر والتاسع عشر.
إنّ خروج هذا الكتاب إلى النُّور هو فتحٌ جديدٌ، وإنجازٌ هائلٌ، ومفتاحٌ ثمينٌ، ونقطة تحوّلٍ، ستفتح البابَ لعملِ بحوثٍ مبتكرةٍ ومهمّةٍ في أبحاث تاريخ العلوم عند المسلمين، كما سيكون أفضلَ الشواهد الساطعة على استمرار تقدّم العلم الإسلامي في الفترة العثمانية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.