الملخص
تطرح هذه المحاضرة المهمة مقاربات مهمّة ومحاولات تجديدية ونظرات جادة في منهجية التعامل مع مقاصد القرآن الكريم.
يرى المحاضر أنّ الحاجة ملحّة وضرورية، وأن الوقت قد حان لبناء فقه الكليات المقاصدية القرآنية، بعيدًا عن الفقه التجزيئي، وقد قدّم للقارئ خريطة مدخلية ضرورية موسومة بــ«معالم المنظومة السننية الكونية الكلية المتكاملة» المتوازنة الأبعاد، يتضمنّها مفهوم «الصراط المستقيم»، ووصفها بأنها الدليل المعرفي والعملي الصحيح، الذي يقود حركة الإنسان في الأرض نحو التوافق الذاتي، والانسجام الاجتماعي، والتكامل الحضاري والكوني، ويحقّق أعلى مستويات أصالتها الفكرية والأخلاقية، وفعاليتها الإنجازية، وتكامليتها الوظيفية، واطراديتها التاريخية النموذجية القصوى.
ويؤكّد المحاضر أنّ القرآن الكريم لا يستعيد مكانته المحورية في نفوسنا، ولا يؤثر فيها التأثير الشامل العميق المتوازن الفعال، إلا إذا تمكنّا من استخلاص هذه الخريطة السننية الكونية الكلية التي يرسمها للحياة البشرية، وتفاعلنا معها بشكل شامل وعميق ومتوازن، وضبطنا حياتنا كلها على ضوء متطلباتها. وتستوعب هذه الخريطة جلّ حركات الفعل الإنساني، وتشمل: دائرة تأسيس الوعي الغائي بالوجود الكوني والبشري، ومنظومات السنن الكلية الناظمة لحركة الاستخلاف البشري في الأرض، ومنظومات سنن التسخير الكونية الكلية، ومنظومات سنن الوقاية الحضارية الكلية. كما يؤكّد المحاضر أن دراسة المقاصد الكلية للقرآن الكريم واستخلاصها هي التي ستفضي بنا إلى وضع أيدينا على حقيقة هذه الخريطة، بعيدًا عن النزعة الوعظية العاطفية، وبعيدًا عن المنهجية التجزيئية الإنكفائية الموغلة في التبعيضية المتنافرة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.