الملخص
تدارَك ابن الجزار في هذا الكتاب أوجه النقص في كتابي ديوسقريديس وجالينوس، السابقيْن له في التأليف في علم الأدوية المفْردة؛ إذ عُنِيَ أحدهما بذكر خواصّ الأدوية العلاجيّة بدون ذكر طبائعها وقواها، وعُنِيَ الآخر بذكر الطبائع والقوى دون ذكر الخصائص؛ ومنها أنّ كَثيرًا من الأدوية التي وصفاها مجهول أو معدوم في اللغة العربية؛ إضافة إلى إهمالهما ذكر أدوية كثيرة من إنتاج بيئات غير البيئة اليونانية لم يعرفاها وتداركُ أوجه النقص هذه ظهر في عنايةِ ابن الجزار عناية كبيرة بذكر طبائع الأدوية وقواها وخواصها من منافع ومضارَّ، واكتفائِه بذكر الأدوية المشهورة المعلومة التي يسهل وجودها، وإضافتِه الأدويةَ الجديدة التي لم يعرفها اليونانيون من قبل؛ فكان الكتاب بذلك جامعا لما يحتاج إليه العالم والمتعلم في الثقافة العربية من علم الأدوية المفردة، مشتملا على خلاصة جيدة لأهم ما انتهت إليه معارف السابقين في هذا العلم، مضافا إليها ما انتهى إليه ابن الجزار نفسه من نتائج.
وكان منهج تأليف الكتاب جديدا طريفا، إذ صنّف الأدوية بحسب درجاتها في القوة، فكان في أربع مقالات، على عدد درجات الأدوية. وقد لقي من أجل جدة منهجه وطرافة مادته واقتصاره على الأدوية المشهورة التي يسهل وجودها الانتشارَ الواسعَ والإقبالَ الكبير عليه، بالتلخيص، والاختصار، وإعادة التصنيف، والترجمة، إلى اللاتينية مرتين، وإلى العبرية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.