الملخص
نزهة المشتاق في علماء العراق
لأبي البركات محمّد بن عبد الغفور الرحبي (توفي بعد 1175 هـ)
تحقيق: مهدي الجميلي
يسلّط الكتابُ الضوءَ على مرحلة مهمّة من مراحل الحياة العلمية في العراق، ويترجم لثلّة من أبرز علمائه في تلك المرحلة، لم يسبق أن ترجم لهم أحد سوى الرحبي في هذا الكتاب.
وتأتي قيمة التراجم وأهميّتها من قرب المصنّف من المترجَمين، ومعرفته الشخصية بهم، حيث يترجم لبعض من هم في طبقة شيوخه والبعض الآخر أقران له، والبعض الآخر لرجالات أسرته التي تعتبر من أبرز العوائل العلمية في العراق في تلك المرحلة.
يعطي محتوى الكتاب تصورًا عن المستوى العلمي والأدبي الذي كانت تتمتّع به الأسر العلمية العريقة التي ترجم المصنف لرجالاتها كأسرة الحيدري، والسويدي، والعمري، والجبوري، والخيري، والرحبي، وغيرهم.
تعتبر الحقبة الزمنية التي يدور حولها الكتاب من المراحل المهمة في تاريخ الحركة العلمية في العراق والتي لم يسلط عليها الضوء بما ينصفها، ولازالت بحاجة ماسة لإخراج المزيد من الكتب التي توثق لها وللنشاطات العلمية والعلماء فيها.
الكتاب مصنف على طريقة فريدة في فن التأليف، إذ يمثل في حقيقته ثلاثة كتب:
الأول: في التراجم، ضمّنه تراجم أبرز علماء العراق في عصره.
والثاني: في المقامات، حيث اشتمل على اثنتين وثلاثين مقامة على غرار مقامات بديع الزمان الهمداني والحريري. زاحم المصنف فيها المذكورين بجميل عباراته وبديع نسجه.
والثالث: كتاب من ثلاثة وثلاثين بابًا في الأدب وغيره، كل باب أفرده لموضوع مستقل، فباب في العلم وأهله، وباب في الأدب، وباب في الصبابة وما يتعلق بها، وباب في الحبيب وأحواله، وباب في النسيب، وهكذا، أظهر المصنف فيها براعة في التأليف واستحضار الشواهد.
وقد جاء ترتيبه بطريقة بديعة حيث مزج الأصناف الثلاثة مع بعضها فيأتي بالترجمة أولًا، ثم يأتي بالباب بعدها، ومن ثم يختم بمقامة، وهكذا إلى آخر الكتاب.
إضافة إلى ذلك، تضمن الكتاب رسائل علمية قيمة، بعضها لا توجد لها نسخة إلا في هذا الكتاب، أكثرها للمترجمين، ليبرهن على مكنتهم العلمية ورسوخهم، وربما كتب رسالة على غرار ما أتى به لأحد المترجمين، أو أتي برسالة لغير المترجمين ليطرز بها نزهته ويزيدها ثراءً.
حقِّقَ الكتاب على النسخة الأصلية التي كتبها المصنف بخطه، وأهداها للصدر الأعظم محمد باشا راغب، وهي مودعة في خزانته بإستانبول إلى اليوم، وأُخذ بنظر الاعتبار النسخ الأخرى للكتاب، مع عدم أهميتها بوجود النسخة التي بخط المصنف.
يعدّ الكتاب درَّة ثمينة وجوهرة كريمة وتحفة أدبية فريدة في محتواه، بما خطّه قلم المصنف من بديع تصنيفه، ونثره وشعره، وبما ضمّنه من شواهد أدبية وشعرية، من أروع ما كتبه الشعراء والأدباء العرب في شتى العصور.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.