مقاصد الشريعة وهندسة الحروف كمقبسين للإرادة الإلهية

شارك:

أحمد مصطفى؛فنّان وعالم معروف دوليًا، وزميل في الفن الإسلامي والتصميم بمركز الدراسات الإسلامية بأكسفورد- المملكة المتحدة.

على النقيضِ مما يفترضه عديد من الغربيِّين؛ فإنَّ الإسلامَ لا يعتريه أي إجهادٍ في الجمع بين العلم والدِّين. فالقرآنُ بكل تأكيدٍ ينصحنا بأن نعمّق من روحانياتنا من خلال فهم أكبر وأوسع للعالم الظاهر. القرآن في الحقيقة لا يرسم أي خط فاصل بين ما هو روحي وشأن الحياة المرتبطة بالعالم؛ وإنما اعتبرهما على العكس من ذلك بمثابة جوانب مختلفة لحقيقةٍ واحدة. القرآن يدعو المؤمنين في كثير من آياته أن يتأمَّلوا «آيات» الطبيعة على نحو قريب، ويفهموا الحيويَّة الخلَّاقة لله عزَّ وجلّ في قوانينها وظواهرها المتعدِّدة، كما يتفكَّرون أيضًا في دروس التاريخ لكي يكتسبوا بصيرةً أعمق داخل الينابيع الموغلة في باطن السلوك الإنساني. ولذلك، فإن الله تعالى يوجِّه خطابه  القرآني﴿لقوم يتفكَّرون﴾. وبإيجازٍ فإن النشاط الفكري هو ما يُفترضُ أَّنه بمثابة طريق شرعيّ نحو فهم أحسن لمشيئة الله. وإذا ما كان النشاط الفكري متحقِّقًا بضمير أخلاقي، فسيكون مثل طريقٍ شرعيّ لعبادة الله.

هذا المبدأ القرآني هو ما تؤكِّده الأقوال الصحيحة لسيِّدنا رسول الله ×. ومن ذلك على سبيل المثال قوله: «طلب العلم فريضة على كلِّ مسلم ومسلمة»، و «إن فضل العالِم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب». لقد كان هذا الإصرار على الاستقصاء الهادف هو الذي حرَّض على دراسة العالم القديم بشكلٍ عام، وعلى دراسة اليونانيين القدماء بشكلٍ خاصّ. وفي غضون وقت قصير نسبيًّا ترجموا غالبية علومهم وفلسفتهم إلى العربية. ومع نهاية القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي تمكَّن علماء المسلمين الذين مضوا في طريق بعثتهم بروح وصفها أحد علماء التاريخ على سبيل المجاز بأنها مثل «لذَّة امتلاك المعرفة»؛، فوضعوا المعرفة الهندسية على أنها انعكاسٌ للنظام الإلهي الذي تصوِّره الآية (49) من سورة القمر (54) في القرآن الكريم:  ﴿إنَّا كلَّ شيءٍ خلقناه بِقَدَر﴾. ويمكننا أن نتصوَّرَ الابتهاج والشعور بالتقدير اللَّذين خَبَرَهما أولئك العلماء المسلمون الذين يمكن أن نسمِّيهم «علماء فنّ الإسلام» حينما كانوا يطالعون هذه الكلمات لأفلاطون «الهندسة لها التأثير في جعل القدرة على رؤية شكل الخير أكثر سهولة. وذلك، نقول فيه، هو نزعة أي شيءٍ يجبر العقل على التوجُّه نحو مناطق البركة المطلقة؛ التي يجب على العقل ألَّا يزدري أيَّ جهدٍ من أجل رؤيتها».

تكبير لبلَّورةٍ ثلجية، تظهر فيها المكوِّنات الجوهرية للعناصر النسقية السداسية، فهي تمثِّل ماء الحياة العضوية كما تشيع الحياة في المبادئ الجمالية.
(1) تكبير لبلَّورةٍ ثلجية، تظهر فيها المكوِّنات الجوهرية للعناصر النسقية السداسية، فهي تمثِّل ماء الحياة العضوية كما تشيع الحياة في المبادئ الجمالية.

 ونستطيع أن نستدلَّ مما اصطلح القرآن على تعريفه بما عليه مناطق «هذه البركة المطلقة» مسمِّيًا إيَّاها باصطلاح «تمام النعمة»؛ حيث هي متساوية في الدلالة مع المناطق الروحية التي جعلت في متناول الإنسان من خلال تسليمه و «إسلامه» لله عزَّ وجلّ، وذلك هو الأساس في كل أحوال الدِّين القيِّم. وتلك هي المنطقة التي اجتهدت معظم (إن لم يكن كل) فنون الحضارات القديمة للكشف عنها بواسطة المعرفة الموضوعية، باعتبارها محورًا تتَّجه نحوه الفكرة المتعلِّقة بالوحدة في كل شيء. فعلى دحض التناقض المفترض بين العلم والدِّين وبين الشؤون الدنيوية والروحية؛ ترتكزُ حيوية الوحدة التي تُعْتَبر حجر الأساس في عقيدة التوحيد والنبع الرئيسي لفنِّ الإسلام. كما توضَّح أيضًا سببيةُ الانطباع السائد في الغرب حول الفنّ والعلم باعتبارهما «ثقافتين» متناقضتين في اشتراكهما أو متخاصمتين؛ مما يُعَدُّ من وجهة نظر الفنَّان المسلم أو المبدع الحقيقي في أي تراثٍ حضاري شيئًا يعسر فهمه أو سبر غوره. بينما نجدُ أن الشعور الشخصي أو الوهمي يرى فقط الظاهر المصطنع للأشياء، ويستطيعُ فحسب تقسيم العالم ذريًّا إلى ظواهر منفصلة غير مرتبطة ببعضها، أما الشعور الموضوعي المرتكز على الحقيقة الواقعية فهو يمكِّن الإنسان من معرفة الأشياء على حقيقتها باعتبارها مشتقَّة عن نماذج متعالية ذات قيمة علوية يمكن معها أن نرى ونفهم معنى الوحدة في كل شيء. وعلاوة على ذلك، فإن الفنَّ الموضوعي لا يعمل كوسيط يفصل بين ما يتماشى مع الذوق العام وبين الأخلاقي والجمالي؛ فهذا تقسيم نموذجي للفنِّ الآثم المرتكز على الانطباعات الذاتية والفردية والأهواء الوقتية العارضة، والتفسيرات الشخصية أو أوهام ليس لها أيَّة مرجعية بمصداقيات الواقع الكوني. فالقوانين الرياضية التي كشف فيثاغورث عنها الغطاء؛ إنما لا تحكم الكون المادِّي وتعبيره في التجانس الموسيقي فحسب؛ وإنما تحكم العالم الأخلاقي أيضًا، وذلك لأنَّ فيثاغورث أدرك أن الفضيلة هي بمثابة الانسجام المتعلِّق بالروح، وأن توافقها المتناسب يقوم على نفس القوانين التي تحكم الانسجام الموسيقي.

وفي هذا الإدراك المتوحِّد للإنسان بصفته الجرمَ الصغيرَ الذي يشتمل على قوانين التجانس الكونية، تصبحُ انتهاكات السلوك الفاضل هي بالضرورة انتهاكات للتوافق والجمال؛ مما يؤدِّي إلى تنافر وصدى قبيح في مكان مَّا في النسق المتعلِّق بخلق العالم.

وبناءً على ذلك، فمع غياب الحقيقة التي قامت عليها «هندسة الحروف» كما نصَّت عليها نظرية «الخط المنسوب» التي وضعها الوزير العبَّاسي محمد بن علي ابن مقلة (272-328 هجرية/886-940 ميلادية) في القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي، يكون من الصعب بل من المستحيل فهم المقاصد الموكولة بـ «علم الخطِّ والقلم»؛ على نحو خاصّ، وفنّ الإسلام بشكلٍ عام.

لقد اتَّضح بجلاءٍ كيف أمكنَ لنظريته حول «الخط المنسوب» أن تكونَ ضاربة بجذورها في القوانين الهندسية التي ينشأ عنها اتِّساق سطح الحيِّز، وهو يعكس بلا أدنى شكّ ذلك التجانس الكامن في الطبيعة.

 أربعة صفحات من مخطوطة محمد بن حسن الطيِّبي (أوائل القرن العاشر الهجري / أوائل السادس عشر الميلادي) يصوِّر فيها الأحرف العربية تبعًا لطريقة ابن البوَّاب ـ وقد ظهرت الحروف من خلال منهج فريد يبيِّن تناسب كل حرف في علاقته المتجانسة والمتناسبة مع حروف أخرى، بالإضافة إلى إشارات هندسية تنطوي على دلالات ذات أهمية قصوى بشأن النسب التي عليها هندسة الحروف في الخطِّ المنسوب.
المخطوطة مودعة ـ بمكتبة طوب كابي سراي ـ بإسطنبول تحت رقم 882.
 أربعة صفحات من مخطوطة محمد بن حسن الطيِّبي (أوائل القرن العاشر الهجري / أوائل السادس عشر الميلادي) يصوِّر فيها الأحرف العربية تبعًا لطريقة ابن البوَّاب ـ وقد ظهرت الحروف من خلال منهج فريد يبيِّن تناسب كل حرف في علاقته المتجانسة والمتناسبة مع حروف أخرى، بالإضافة إلى إشارات هندسية تنطوي على دلالات ذات أهمية قصوى بشأن النسب التي عليها هندسة الحروف في الخطِّ المنسوب.
المخطوطة مودعة ـ بمكتبة طوب كابي سراي ـ بإسطنبول تحت رقم 882.
(2-3) أربعة صفحات من مخطوطة محمد بن حسن الطيِّبي (أوائل القرن العاشر الهجري / أوائل السادس عشر الميلادي) يصوِّر فيها الأحرف العربية تبعًا لطريقة ابن البوَّاب ـ وقد ظهرت الحروف من خلال منهج فريد يبيِّن تناسب كل حرف في علاقته المتجانسة والمتناسبة مع حروف أخرى، بالإضافة إلى إشارات هندسية تنطوي على دلالات ذات أهمية قصوى بشأن النسب التي عليها هندسة الحروف في الخطِّ المنسوب. المخطوطة مودعة ـ بمكتبة طوب كابي سراي ـ بإسطنبول تحت رقم 882.

فعلى الرغم مما كان عليه البابليُّون وقدماءُ المصريِّين من إدراكٍ مؤكِّد لما عليه الحيِّز من تماثل، وما يترتَّب على ذلك من استدلالاته العملية، إلا أنه لم يتحقَّق حتى سنة 550 قبل الميلاد حينما استطاعت نظرية فيثاغورث أن تنتشل ذلك الاعتقاد من الوسط التجريبي إلى المعيار البرهاني، ثم استخدمها ابن مقلة على هذا النحو بعد حوالي أربعة عشر قرنًا.

فمواجهة علماء المسلمين مع تركة العلم اليوناني والفكر العقلي أطلعت نظرية ابن مقلة، لدرجة أنها كشفت عن المعيار المتناسب الذي يحكم تمامًا؛ بل ويملي المساحة التي يستحقّها شكل كل من أشكال الحروف العربية المفردة، وعلاقته البصرية بكل حرفٍ آخر في أشكال الأبجدية العربية. فتلك النظرية بمفهوم أرحب تدعم التجانس البصري لفنِّ وعمارة الإسلام.

بعض الصفحات من نصّ تعاليم ابن مقلة بشأن هندسة الحروف.
(4) بعض الصفحات من نصّ تعاليم ابن مقلة بشأن هندسة الحروف.
بعض الصفحات من نصّ تعاليم ابن مقلة بشأن هندسة الحروف.
(5) تبعًا لما سبق.

ولا يفوتنا الصواب إذا سلَّمنا بأن القوانين الهندسية هي قوانين إلهية صاغها الخالق سبحانه شاهدةً على إحكامه قيام كل أبعاد العالم الظاهر على النسبة والتقدير. وأحسنُ مثالٍ على ذلك هو ذلك القصد الموكول بوظيفة العمود الفقري في الجسم البشري بل وفي جميع الكائنات الفقارية في العالم المرئي المحسوس لتحقيق التوازن التامّ في توزيع كتلة البدن بالتساوي على جانبَيْ خط الجاذبية المتعامد على أي مكان من سطح الأرض بلا استثناء. ورغم عدم ظهوره المبصور، إلا أن إنكاره يُعْتَبر إنكارًا للاعتدال اللازم في تحقيق شتَّى مظاهر استعمارنا للأرض في كامل أبعاد الزمان والمكان، بل ولوجودنا عليها.

دور العمود الفقري في توزيع كتلة الجسم بالتساوي على جانبَيْ خط الجاذبية من خلال عملية التعويض في الاتِّجاه والطول للحفاظ على التوازن.
(6) دور العمود الفقري في توزيع كتلة الجسم بالتساوي على جانبَيْ خط الجاذبية من خلال عملية التعويض في الاتِّجاه والطول للحفاظ على التوازن.
التناظر بين العمود الفقري في الجسم البشري والنقطة في صورة الألِف.
(7) التناظر بين العمود الفقري في الجسم البشري والنقطة في صورة الألِف.

وبعد التعرُّف على الخطوات التي تقيم بناء الوحدة الهندسية المسؤولة عن منهج التحقيق والتي يتمخَّض عنها التعرُّف على القانون الذي يملي نقطة التقدير بالمعنى الكوني والمساحة التي يتطلَّبها حقّ الهيئة المفردة لكلٍّ من الهيئات الأساسية التسعة عشر  التي يصدر عنها تمامية الأبجدية العربية الثمانية والعشرون بالإضافة إلى الحالة الخاصَّة التي عليها هيئة اللام ألِف، ثم استنباط الشروط اللازمة للتعـرف على اعتبارات الصحَّة التي يجب أن يكون عليها قلم التحقيق الموكول ببعث رطوبة الحياة في القوالب الهندسية للحروف، على نحو يجعله يعكس الحالة التي عليها صورة الإنسان الماسك به والمحرِّك له.

(12) تطابق الحقيقة الهندسية التي تتمخَّض عنها النقاط الثمانية والعشرين مع عدد الأبجدية العربية وقد تسلسلت من الركن العلوي الأيمن متَّجهة نحو اليسار مصطفَّة تبعًا لقيمتها العددية في علم الأبجد، حتى يكتمل تربيعها بتماسّ النقطة الأخيرة التي تحوي حرف الغين (غ) وقيمته 1000 بالتمام.
توضيح كيفيَّة عمل النقطة كمعيار لقياس مساحة الخط وعلاقته بخطِّ الجاذبية.
(13) توضيح كيفيَّة عمل النقطة كمعيار لقياس مساحة الخط وعلاقته بخطِّ الجاذبية.
تضافر كل من النقطة والمستطيل والمثلَّث الذهبيَّين في التعرُّف على زاوية قطَّة القلم ودائرة الممكنات في عملية تصويب القلم.
(14) تضافر كل من النقطة والمستطيل والمثلَّث الذهبيَّين في التعرُّف على زاوية قطَّة القلم ودائرة الممكنات في عملية تصويب القلم.
 توضيح سببية الاختلاف بين تناسب عرض كل من الخط الرأسي والأفقي كنتيجةٍ مباشرة لمقدار تحريف قطَّة القلم وثبات وضعه في يد الكاتب.
(15) توضيح سببية الاختلاف بين تناسب عرض كل من الخط الرأسي والأفقي كنتيجةٍ مباشرة لمقدار تحريف قطَّة القلم وثبات وضعه في يد الكاتب.
توضيح دور القلم في صياغة تنوُّع عرض الخطوط في عملية الكتابة.
(16) توضيح دور القلم في صياغة تنوُّع عرض الخطوط في عملية الكتابة.
مقادير الأقلام وكيفيَّة قياس أحجامها من الجليل إلى الثلث بمقادير شعر البرذون.
(17) مقادير الأقلام وكيفيَّة قياس أحجامها من الجليل إلى الثلث بمقادير شعر البرذون.

ومع فحص العناصر الأساسية التي يُبْنَى بها النسق الهندسي الموكول بتفعيل التناسب في عالم الحروف (الذي يصفه الشيخ الأكبر محيي الدِّين ابن عربي بأنه مثل العالم المكلَّف الإنساني يتَّضح جليًّا أنهم يملون في آن واحد ما عليه شريعة الميراث كما ينصّ عليها القرآن الكريم في الآيتين (11~12) من سورة النساء (4).

المراحل المعرفية التي يتحقَّق بها الألِف باعتباره إنسان الحروف، من الجوهر الهندسي إلى النفخة القلمية.
(18) المراحل المعرفية التي يتحقَّق بها الألِف باعتباره إنسان الحروف، من الجوهر الهندسي إلى النفخة القلمية.
علاقة نسب شريعة الميراث بالمقادير التي عليها مكوِّنات النسق الهندسي المسؤول عن صياغة الحُسْن الكتابي.
(19) علاقة نسب شريعة الميراث بالمقادير التي عليها مكوِّنات النسق الهندسي المسؤول عن صياغة الحُسْن الكتابي.

إن تطابقَ التناسب العددي المودع في حُسْن التقويم العضوي للإنسان مع تناسب النسق الهندسي الذي يملي أسباب التجانس في أشكال الحروف العربية ينطوي على معان تستحقُّ منَّا كل انتباه واستكشاف ودراسة جادَّة متأنِّية. وذلك لأن الحروف التي نشير إليها هي حروف التنزيل القرآني الذي ينطوي مضمونه على كافَّة أركان مقاصد الشريعة ما خفي منها وما ظهر، وفي ذلك دلالة ذات خصوصية لا مثيل لها، حيث تجمع بين العالم المجرَّد لأشكال الحروف، وبين العالم العضوي لأشكال الأبدان، في توافقٍ يستهدفُ تحقيق الاعتدال في كلٍّ منهما؛ مستندًا على الحقِّ القائم على البرهان المودع في السُّنَن الهندسية المجرَّدة لتحقيق أشكال الحروف العربية في قوالبها المثالية، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة من تكليف الإنسان وتوجيهه لتحقيق الاعتدال في شتَّى مناحي حياته على الأرض سواء كان ذلك فيما بين يديه أو فيما هو خلفه مما يقع خارج نطاق اليقين البشري، ويستحيل التنبُّؤُ بما هو مستودع فيه إلا بالافتراض والظنّ.

فتحقيق تصاوير الحروف تبعًا للسُنن الهندسية التي تملي نقطة التقدير باعتبارها تمثل روحانية هذه التصاوير؛ يتوافق مع ظهور نفس السُّنَن الهندسية في القالب الجسدي الحامل للروح الإنسانية طوال رحلتها على الأرض.

وهذا التوافق هو الذي يجعل ذاكرة الأطراف الجسدية من الأيدي والأقدام  تتكلَّم وتشهد بما قاموا بعمله في رحلتهم الأرضية ﴿اليوم نختم على أفواههم وتكلِّمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون﴾ ] يس: 65 [.

توضيح كيفيَّة عمل النقطة كمعيار لقياس مساحة الخط وعلاقته بخطِّ الجاذبية.
(20) توضيح كيفيَّة عمل النقطة كمعيار لقياس مساحة الخط وعلاقته بخطِّ الجاذبية.
الأبجدية العربية الثمانية والعشرين في علاقتها بكتلة المكعَّب باعتباره يمثِّل البعد الثالث.
(23) الأبجدية العربية الثمانية والعشرين في علاقتها بكتلة المكعَّب باعتباره يمثِّل البعد الثالث.
الحقيقة التي تنطوي عليها شروط المكعَّب في تناسب الأقطار والأركان: 12 قطر : 8 أركان.
(24) الحقيقة التي تنطوي عليها شروط المكعَّب في تناسب الأقطار والأركان: 12 قطر : 8 أركان.

فمقاصد الشريعة من انبثاق أشكال الحروف العربية من الوسط الهندسي المجرَّد هو تحقيقُ الأشكال المثلى للحروف وما هي عليه من تنوُّعٍ في كلا حالتيها المفردة والمركَّبة، لالتصبحَ جديرةً بحمل المعنى الذي ينطوي عليه التنزيل الإلهي فحسب، بل لتشهد أيضاً حقيقة التنوُّع في كثرتها بأن أصلها واحد، وذلك هو عين مقاصد الشريعة فيما يتعلَّق بقدر الإنسان الذي تتجاذبه أحوال رحلته الأرضية من صالح وطالح، وليس له صواب في اختياره إلا أن يكون له قلب يعقل به ﴿أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها أو ءاذانٌ يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور﴾] الحج: 46 [. فالقلوب القادرة على المشاهدة ستكون قادرةً على التحقُّق من خلال رحلتها على الأرض من معرفة أن الله هو الواحد الحقّ الذي يصرِّح في تنزيله ﴿إنَّا كلَّ شيءٍ خلقناه بِقَدَر﴾] القمر: 49 [، و ﴿...وإن مِّن شيءٍ إلَّا يسبِّح بِحمده ولكن لَّا تفقهون تسبيحهم... ﴾ ] الإسراء: 44 [.

ومن الأمثلة التي تؤكِّد تطابق مقاصد الشريعة الهندسية في تصاوير الحروف ومقاصد الشريعة في الحقِّ المنزَّل: ما ينطوي عليه النصّ القرآني التالي:

﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ. إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ. إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ. قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾] سورة ص: 21-24 [.

وبعد رفع الإبهام عن المحتوى الرمزي في هذه القصَّة من خلال التعرُّف على مكوِّنات مكعَّب التقسيم العشري،  يتأكَّد لنا مدى صلتها بحديث سيِّدنا رسول الله ﷺ

ويرفع الإبهامَ عن المراد بعبارة ”مائة إلا واحد“ التي أدلى فيها الكثيرون بدلوِّهم دون فطنة منهم بحقيقتها.

وكما هو موضَّح فإن كل ثلاثة أقطار لا يشتملون إلا على ركنَيْن فقط، ليصبح الركن الثالث بمثابة ذلك الواحد المستثنى في حديث سيِّدنا رسول الله ﷺ  بعبارة ”إِلَّا واحد“.
وكما هو موضَّح فإن كل ثلاثة أقطار لا يشتملون إلا على ركنَيْن فقط، ليصبح الركن الثالث بمثابة ذلك الواحد المستثنى في حديث سيِّدنا رسول الله ﷺ بعبارة ”إِلَّا واحد“.
­(26-29) الأشكال الأربعة المتتالية يوضِّحون كيفيَّة فتح الجزء الذي تتكوَّن قمَّته من ملتقى ثلاثة أسطح ويتماسّ مع ثلاثة أقطار تمثِّل مثلَّث متساوي الأضلاع، لتكشف في داخلها عن 99 من المكعَّبات الصغرى باستثناء مكعَّب القاعدة الذي تنطبق عليه عبارة ”إِلَّا واحد“.
التركيب المتواصل لأقطار المجموعتَيْن المتباينتَيْن في المكعَّب وتمثيلها للأساس الهندسي الذي يحدِّد مسار اللَّولب المنتظم الحامل لمكوِّنات DNA.
(30) التركيب المتواصل لأقطار المجموعتَيْن المتباينتَيْن في المكعَّب وتمثيلها للأساس الهندسي الذي يحدِّد مسار اللَّولب المنتظم الحامل لمكوِّنات DNA.

وأخيرًا؛ يتَّضحُ بهذا الإدراك العملي الذي تصوِّره هذه القصَّة القرآنية مدى تطابق مقاصد الشريعة في كلٍّ من حقيقة السُّنَن الهندسية الموكولة بمعرفة قلم تحقيق الحُسْن البَصَري في تصاوير الحروف، مع ما عليه سُنَن العدل الكوني كما نصَّ عليها التنزيل القرآني لكل زمانٍ ومكان.

فليس هناك ما يمكن أن نعتبره تلخيصًا معجزًا لذلك الموضوع الهامّ أكثر مما عليه تلك الآية القرآنية الكريمة:

﴿ ولا تقْفُ ما ليس لك به علمٌ إنَّ السَّمع والبَصَر والفُؤاد كلُّ أُولئك كان عنه مسئولا﴾] الإسراء: 36 [.

إيضاح يبيِّن مواكبة الحروف العربية الثمانية والعشرين مع منازل القمر الثمانية والعشرين، مع الإشارة إلى الحروف المقطَّعة الأربعة عشر التي تظهر في بداية 29 سورة من سور القرآن، مع ذكر الآية القرآنية التي تشير إلى ذلك التقدير الإلهي في شأن القمر.
(31) إيضاح يبيِّن مواكبة الحروف العربية الثمانية والعشرين مع منازل القمر الثمانية والعشرين، مع الإشارة إلى الحروف المقطَّعة الأربعة عشر التي تظهر في بداية 29 سورة من سور القرآن، مع ذكر الآية القرآنية التي تشير إلى ذلك التقدير الإلهي في شأن القمر.

الخاتمة

إن الاعتقاد الكامن في الفنِّ الموضوعي يكشف عن الوحدة الجوهرية في كل الأشياء ويمكِّننا من رؤية ذلك الافتراء الذي يصرِّح بأن الحظر الدِّيني منع الفنَّانين المسلمين من تصوير الأشكال الطبيعية، وأجبرهم على التوجُّه نحو التجريد، فذلك بعيدٌ عن الصواب وحقيقة الاعتقاد.

فالحقيقةُ هي أن الحضارة الإسلامية وجدت في الهندسة تصديقًا لحقيقة معتقداتها، ونظامًا يمكِّن الفنَّانين من توسيع قدراتهم الإبداعية تبعًا للقوانين التي تحكم وتسري في الطبيعة نفسها، والتي تشترط مددًا من ظروف مناسبة لا تنضب من الاستكشاف الإبداعي.

فالتوجيه والتطوُّر والازدهار الذي عليه حقيقة التجريد في فنِّ الإسلام هو في المقام الأول لم ىكن نتيجة إجبار وإنما اختيار حرّ، يدرك كما هو الحال، الدور الموكول بالهندسة باعتبارها نقطة أساسها وإدراكًا للمبدأ الهامّ الذي يفيد بأن الإنساق الهندسية بعيدة كل البعد عن كونها تأنُّقات أو استحسانات مجرَّدة، وإنما هي لا تقلُّ عن كونها تعظيماً بَصَرياً لله سبحانه وتعالى، وقد جاءت في تعبير محكوم بالانضباط الهندسي في قوانينه الأزلية.

تطابق الحقيقة الهندسية التي تتمخَّض عنها النقاط الثمانية والعشرين مع عدد الأبجدية العربية وقد تسلسلت من الركن العلوي الأيمن متَّجهة نحو اليسار مصطفَّة تبعًا لقيمتها العددية في علم الأبجد حتى يكتمل تربيعها بتماسّ النقطة الأخيرة التي تحوي حرف الغين (غ) وقيمته 1000 بالتمام.
(40) تطابق الحقيقة الهندسية التي تتمخَّض عنها النقاط الثمانية والعشرين مع عدد الأبجدية العربية وقد تسلسلت من الركن العلوي الأيمن متَّجهة نحو اليسار مصطفَّة تبعًا لقيمتها العددية في علم الأبجد حتى يكتمل تربيعها بتماسّ النقطة الأخيرة التي تحوي حرف الغين (غ) وقيمته 1000 بالتمام.
(41 - 43) هذه الأشكال تبيِّن اختبار دقَّة صحَّة المعادلة الهندسية التي كشفت عن البنيان المرصوص للنقاط (28) في صندوق الفضاء المربَّع، وذلك بتوجيه وضع مربَّع النقاط على نفس توجُّه وضع النقطة (نقاط الأركان الأربعة تتوافق مع توجُّه الأصول الأربعة). ثم جعل المعادلة الهندسية بصفتها تمثِّل الفلك الأول، ومع توالي نموّ ذلك الفلك بانتظام مطَّرد (بمعنى أن نصف القطر في أيٍّ من الأفلاك التالية يساوي ترتيبه مضروبًا في مقدار نصف قطر الفلك الأول).

ومع تبنِّي هذا الإجراء من النموّ التضعيفي المنتظم لأي عددٍ من الأفلاك، تنكشف لنا حقيقة رائعة ومدهشة، ملخَّصها: أن هذا النموّ محكوم بما عليه شروط الأفلاك السبعة الأولى؛ حيث نجد أن الفسحات الحيِّزية بين نقطة الفلك الأول ونقطة الفلك الثاني ثم بين الثاني والثالث وبين الثالث والرابع وهكذا حتى بين السادس والسابع، تمثِّل مقادير ثابتة لا تختفي أبدًا مهما كان عدد الأفلاك، وفي آن واحد تقسِّم عدد الأفلاك إلى مجموعاتٍ متسابعة؛ لتظهر تلك الفسحات في كل مجموعة بكيفيَّة مختلفة دون أن تتغيَّر مقاديرها. وهذا شأن هندسي عجيب في إدراك المسافة المكانيَّة ببعد ثامن (octave) وهو يعادل المسافة الصوتية ببعد ثامن (كما في الموسيقى) ويشير القرآن الكريم إلى تلك الوحدة في تجانس المكان والزمان قائلاً (سورة الملك 67، الآيات 3 ـ 4):

لقد انصاع أفلاطون لنفس الاختيار منذ ما يقرب من ألف عام قبل ظهور الإسلام فقال: "هناك ملكة في عقل كلٍّ منَّا يمكن للمعرفة الهندسية أن تنقيها وتوقد جذوتها بعد أن خَرِبَتْ وعَمِيَتْ بمساعي أخرى، رغم أنها تستحقّ الحفاظ عليها أكثر من أي عين طالما هي العضو الوحيد الذي يمكن به أن ندرك الحقّ".

(44) مكانة الهندسة عند أفلاطون 347 - 427 قبل الميلاد، وابن خلدون 1332 - 1406 ميلادية، تكاد أن تكون متطابقة رغم فارق زمني يبلغ ثمانية عشر قرنًا تقريبًا.

أحد الاستنتاجات المنطقية لمفهوم المعرفة الموضوعية المعبَّر عنها على نحو مقصود في الفنِّ الموضوعي هو: أن مثل هذا الفنّ يستطيع أن يبذل مجهودًا ذو أثر محدَّد مسبوق على هؤلاء الذين يرونه.

وذلك يخالف مرامي أحد الاعتقادات الباقية في خلد الفنّ الغربي؛ الذي يشير إلى أن تفسير الفنّ هو إجراء شخصي فريد مما يمكن معه الوصول إلى استنباطات مختلفة تمامًا أو تفسيرات متضادَّة الاتِّجاه، تبعًا لما عليه أحوال الناظر المتعلِّقة بخلفيته وتعليمه وشخصيته.

وقد يكون الأمر كذلك في حالة الفنّ الذاتي الذي يتوقَّف "معناه" على شروط الناظر. ولكن السبب وراء الفنّ الموضوعي هو خدمة سبب أسمى، وهو أن يستدعي ما في نفس الناظر تعرُّفًا وتذكُّراً لتلك المنطقة المتعلِّقة بالبركة المطلقة، والتي يمكن فيها لعيوب السلوك أن تتجاوز الحدود، ووحدة كل الأشياء تصبح ممكنة الإدراك بعين الباطن.

فإذا أمكن لفنِّ الإسلام أن يكون قادراً على أن يروِّج السلام، والتسامح، والأُلفة، والاحترام المتبادل والتفاهم بين الناس والثقافات، فهو يفعل ذلك ليس لأن الفنَّان قد أخذ على عاتقه تحقيق هذا الهدف في أي من المشاعر الاجتماعية أو السياسية، وإنما لأنه بدأ رحلته من خلال مفرداته البَصَريَّة من خطوط، وملامس، ونور وظِلّ؛ ليعكس بالمجاز والصياغة الرمزية والإشارات الجمالَ والجلالَ الإلهي، المصدر الحقيقي لكل ما عليه معاني السلام والتجانس. فكل من يرون مثل ذلك الفنّ سينهلون منه تبعًا لقدراتهم على الإدراك، فالجميع، في الحقيقة، يسعون نحو كنزٍ مخفيّ، والكل، بدرجةٍ ما، قادرين على تأمُّل ما في الأشكال لاقتفاء أثر من﴿لم يكن له كفواً أحد﴾.

فعلينا دائمًا أن نجعل غايتنا أن تستهدف زيادة معرفتنا وبصيرتنا لكي نستطيع أن نرى في كل أشكال الخلق دور الهندسة الإلهية، لأنه بالفعل ﴿...فأينما تولُّوا فثمَّ وجه الله...﴾[ البقرة:115 ].

التركيب المتواصل لأقطار المجموعتَيْن المتباينتَيْن في المكعَّب وتمثيلها للأساس الهندسي الذي يحدِّد مسار اللَّولب المنتظم الحامل لمكوِّنات DNA.
(45) التركيب المتواصل لأقطار المجموعتَيْن المتباينتَيْن في المكعَّب وتمثيلها للأساس الهندسي الذي يحدِّد مسار اللَّولب المنتظم الحامل لمكوِّنات DNA.

والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين.

ملاحظة:
نشر هذا النص في الكتاب التالي:
الفنون في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية، 2017، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية، لندن، ص 517 – .542

صوت وصورة

مقالات مختارة

إقرأ المزيد

الفنون الخادمة للمقاصد، والمقاصد الخادمة للفنون

نور الدين بن المختار الخادمي؛ وزير الشؤون الدينية السابق بالجمهورية التونسية، وأستاذ جامعي. محتويات المقال:أولا: تأطيرُ البحث وأهميتهثانيا: أهداف البحثثالثا: إشكالية الموضوعرابعا: موضوعات البحث ومنهجهخامسا: خطة البحثسادس...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

إشكالية الفنون الجميلة في علاقتها بمقاصد الشريعة

إبراهيم البيومي غانم؛ عضو مجلس خبراء مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن، ومستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، مصر. محتويات المقال:تمهيدأولاً: في النظرية العامة للفنون ا...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

فقه الحسنِ: الـتأصيل المقاصدي لمفهوم الفن الإسلامي وحدوده المعرفية

إدهام محمد حنش؛ عميد كلية الفنون والعمارة الإسلامية، جامعة العلوم الإسلامية العالمية، الأردن. محتويات المقال:المقدمةفقه الفنأسلمة الفن وإسلاميتهالالتزام والفن الإسلاميإشكاليات التكييف الفقهيمن التكييف الفقهي إلى التأصيل ...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

المسألة الفنية في النظرِ المقاصدي من خلال مدخل التكييف والتوظيف

أحمد الريسوني؛ مدير مركز المقاصد للدراسات والبحوث بالرباط – المغرب، وعضو مجلس خبراء مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية بمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي. محتويات المقال:تقديمالمبحث الأول: المسألة الفنية من خلال مدخل التكيي...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

الفنون ومقاصدها عند الإمام القرضاوي: الرؤية والتطبيق

وصفي عاشور أبو زيد؛ دكتوراه في مقاصد الشريعة الإسلامية، كلية دارالعلوم، جامعة القاهرة. محتويات المقال:مقدمةالمبحث الأول: الفنون عند الإمام القرضاوي: تتبعٌ واستقراءأولا: الفنون الإبداعية أو ما كتبه الشيخ في الفنونثانياً: ...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

اللغة الكونية للفن الإسلامي

منور ثامر المهيد؛ مدير عام مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي- عمان - الأردن محتويات المقال:انعكاس الحقائق في الظواهر الطبيعيةالجيومتري وانعكاسها في الطبيعةالدائرةالنسق الهندسي في الفن المقدس وتجلياته الوجوديةالنِسبُ ...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

روح العمارة الدينية: أنموذج جامع السليمانية

رجب شنتورك؛  رئيس جامعة ابن خلدون، اسطنبول. محتويات المقال:1- علاقة الرمز والمرموز له وطريقة التأويل في الفكر العثماني2- جامعُ السليمانية بلسان المهندس المعماري سنان3- القانوني وسنان: سلطانا ومهندسا من حيث الخلفية ا...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

رؤية فلسفية للجمال في النظر الإسلامي الأصولي

الشيخ محمد غورماز، الرئيس الأسبق لهيئة الشؤون الدينيَّة بتركي إنَّ علمَ المقاصد والغايات، هو من العلوم المفتخرة لدى المسلمين، فهو - وإن ظن البعض بساطته - ذو أثرٍ ضخم، وامتدادٍ عريض؛ يلقي ظلالَه على كل العلوم الإسلامية، ب...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

ترقية الإيمان مقصداً للفنّ

عبد المجيد النجار: رئيس المركز العالمي للبحوث والاستشارات العلمية تونس. محتويات المقال:توطئةأولاً: الدين والفنّثانياً: دور الفنّ في ترقّي الإيمان التصديقي1 - دور الفنّ في حصول الإيمان2 - دور الفنّ في تقوية الإيمانثالثاً:...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

الأصول المُعْربة عن الفنون، والفنون المُعَبرة عن الأصول

نورالدين بن مختار الخادمي: وزير سابق، وأستاذ التعليم العالي بتونس. محتويات المقال:تمهيدإشكالية البحثالدراسات السابقةموضوع البحثالمحور(1) تأطير الأصول للفنونالمحور(2) تعبير الفنون عن الأصولالمحور(3) محور الأدلة الشرعية أو...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

مقاصد القرآن الجمالية وتمثُّلاتها المعرفية في الفنون الإسلامية (التعريف والتأصيل والتصنيف)

إدهام محمد حنش: عميد كلية الفنون والعمارة الإسلامية جامعة العلوم الإسلامية العالمية (الأردن). محتويات المقال:المقدّمةعلمُ المقاصدِ: الدينُ والفلسفةُالنظريات المقاصديةنظرية العمل المقاصديالمقاصد؛ غايات، ووسائل، وطرائقالطر...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

إسلامية الفنون الإسلامية: بين التنظير المعرفي والتطبيق الإجرائي

صلاح الدين شيرزاد: دكتوراه في تاريخ الفن الإسلامي، عضو هيئة التدريس في جامعة السلطان محمد الفاتح بمدينة إستانبول- تركيا. محتويات المقال:تمهيدبدايةُ التسميةالدافع لضبط المصطلحميادين فنون المسلمينفن العمارةأصناف العمارة- ا...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

مقاصدُ الفنونِ العُمرانِية في المدينةِ الإسلامية: قراءةٌ في نصوصٍ تراثيةٍ ورؤيةٌ في الواقعِ المعاصر

إبراهيم البيومي غانم: أستاذ العلوم السياسية ومستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية (مصر)، وعضو مؤسس وعضو مجلس خبراء مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية مؤسسة الفرقان لندن. محتويات المقال:استهلالأولاً: المدينة ...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

وظائف الفنون الأدبية في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية (دراسة تأصيلية في طبيعة الفنون الأدبية ومقاصدها الجمالية)

عبد الملك بومنجل: مدير مخبر المثاقفة العربية في الأدب ونقده، جامعة سطيف، جمهورية الجزائر محتويات المقال:1: أسئلة الجوهر والغاية في فلسفة الفن وعلم الجمال.1.1: جمال المُدرَك أم ذوق المدرِك؟2.1: جمال الشكل أم جمال المضمون؟...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

المسرح الإسلامي وفق النسق المقاصدي

جميل حمداوي: أستاذ التعليم، وأديب وناقد، وكاتب ـ المملكة المغربية. محتويات المقال:المقدمةأولاً: مفهوم المسرح الإسلاميثانياً: التصورات المسرحية الإسلامية1ــ نجيب الكيلاني ومقصديةُ المتعة والفائدة2: محمد عزيزة، ومقصدية الص...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

الخطاب الجمالي للفن الإسلامي وسياقاته المقصدية

عَمَّارة كحلي: مدرس بـكلية الأدب العربي والفنون بجامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم ـ جمهورية الجزائر.  محتويات المقال:مقدّمة1: نحو تجديد الفهم المقاصدي في باب نوازل الجمال والفنون2: صناعة الزينة والجمال في المصادر ا...

مقالات متعلقة بأيام دولية

أنشطة ذات صلة

Back to Top